آلام مزمنة تبدأ معها رحلة طويلة من الأودية والمتابعة المستمرة مع طبيب الباطنة، تلك الرحلة يقوم بها كل من يعانى من الإصابة بقرحة المعدة، فما هى أسباب الإصابة، وما هى طرق العلاج؟
يوضح لنا الدكتور وائل صفوت، مستشار الطب العام وأخصائى أمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد، أن الإصابة بقرحة المعدة تشمل الإصابة بقرح المعدة والاثنى عشر، وتحدث نتيجة لتآكل فى جدار المعدة، أو ما يعرف بحدث جرح فى جزىء من جدار المعدة.
وعن أسباب الإصابة يشير “صفوت” إلى أن هناك بعض الأشخاص يكون لديهم استعداد وراثى للإصابة ببعض قرح المعدة، كما أن كثرة تناول المواد الحريفة كالفلفل الحار والشطة، وغيرها من المواد، تؤثر على جدار المعدة، ويحدث له تآكل مع الوقت، ويؤكد على تأثير المسكنات القوى فى الإصابة بقرح المعدة، ويحذر من استعمالات المسكن بشكل غير مسئول، وبمجرد الشعور بأى ألم، فيجب أن يتم تناوله بحذر، وتحت إشراف الطبيب.
وتشير الدراسات الحديثة إلى بعض الظواهر التى تزداد عندها نسب الإصابة، حيث تزداد نسب الإصابة فى النساء أكثر من الرجال، ويرجع البعض هذا إلى أن النساء يملن للقلق والتوتر بشكل أكبر من الرجال، خاصة وأن الحالة النفسية تؤثر بصورة كبيرة فى معدلات الإصابة.
كما أظهرت أيضا ارتفاع نسب الإصابة بين أصحاب فصيلة دم A+، كما أن المدخنين يكونون أكثر عرضة للإصابة، ويلعب التدخين دوراً كبيراًَ فى تآكل المعدة.
وحول الأعراض التى تظهر عند الإصابة بقرحة المعدة، تشمل آلاماً شديدة فى المعدة، وغالبا ما تكون تلك الآلام مصاحبة للأكل، ويشعر المريض بالألم فى الظهر أيضاً، بالإضافة إلى الإحساس بالحموضة بعد وقبل تناول الطعام.
ويبين دكتور وائل أن علاج قرح المعدة يكون عن طريق إعطاء المريض أدوية تقلل مستوى الحمضية، وتساعد على التئام جروح المعدة، وتكون الأدوية لفترات طويلة، خاصة فى حالة وجود ما يعرف بالبكتريا الحلزونية التى تقلل من التئام الجروح، بالإضافة إلى البعد عن المسببات، والتى منها الابتعاد عن تناول المواد الحريفة، والتوقف النهائى عن التدخين، والبعد عن مسببات القلق والتوتر والحفاظ على نظام غذائى صحى.
ويبين أنه فى بعض الحالات الحرجة قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال العصب الحائر المغذى للمعدة.